صعوبات التعلم
تعريف جمعية الأطفال والكبار ذوي صعوبات التعلم (1985):
تعتبر صعوبات التعلم حالة مستمرة، ويفترض أن تكون ناتجة عن عوامل عصبية تتدخل في نمو القدرات اللفظية وغير اللفظية، وتوجد صعوبات التعلم كحالة إعاقة واضحة مع وجود قدرة عقلية عادية إلى فوق العادي، وأنظمة حسية حركية متكاملة وفرص تعليم كافية. وتتنوع هذه الحالة في درجة ظهورها وفي درجة شدتها. وتؤثر هذه الحالة خلال حياة الفرد على تقدير الذات، التربية، المهنة، التكيف الاجتماعي، وفي أنشطة الحياة اليومية
تعريف الجمعية الأمريكية الوطنية للصعوبات التعلميّة (The National Joint Committee on Learning Disabilities) للعام (1990):
اصطلاح عام لمجموعة غير متجانسة من الاضطرابات الملحوظة في واحدة أو أكثر من العمليات العقلية الأساسية، المتضمنة في فهم اللغة، أو استخدامها سواء كانت شفهية أم كتابية.ويفترض أن يكون الأساس في تلك الاضطرابات ذاتي في الفرد، ويعود الى سوء أداء الجهاز العصبي المركزي (CNS)، وقد يحدث خلال أي مرحلة من مراحل العمر. وتعتبر مشاكل الضبط الذاتي للسلوك العام، والإدراك الاجتماعي، والتفاعل الاجتماعي، من الظواهر الشائعة المترافقة للصعوبات التعلميّة ولكنها لا يمكن أن تكون لوحدها السبب لتلك الإعاقات
أسباب صعوبات التعلم:
لا تزال اسباب صعوبات التعلم غامضة، ومن الصعب تحديد أسباب أكيدة للصعوبات التعلمية، لكن بعض الأبحاث يدل على تأثير الأسباب التالية:
الأسباب المكتسبة :
كالمشاكل التي تحدث للطفل في السنين المبكرة (من الولادة وحتى سن 5 سنوات) كالمشاكل التي تواجه الأم في الحمل أو الولادة ففي بعض الحالات يتفاعل الجهاز المناعي للأم مع الجنين كما لو كان جسما غريبا يهاجمه ، وهذا التفاعل يؤدى إلى اختلال في نمو الجهاز العصبي للجنين ويمكن أن يتعرض الطفل لبعض الصدمات الفيزيائية كالسقوط من أعلى ، وتعرضه لحادث سيارة ، أو إصابته بنويات صرع خفيفة أو إصابته بارتفاع حرارته ، وهذا يؤدى إلى خلل في وظيفة الدماغ أو المخ مما يؤدى إلى بطء في التعلم أو صعوبات في التعلم لأن ذلك يؤثر علي الفهم والاستيعاب والإدراك بشكل متكامل .
الأسباب الجينية :
معظم الدراسات ومنها دراسة أون (owen , 1971 ) تشير إلى انتشار صعوبات التعلم توجد بين عائلات محددة ، وقد أشارت الدراسات التي أجريت علي العائلات والتوائم إلى أن العامل المهم في حصول الصعوبة يعود إلى العامل الوراثي ، وأن نسبة 25% - 40% من الأطفال واليافعين يعانون من صعوبات انتقلت إليهم عن طريق عامل الوراثة فقد يعاني الأخوة والأخوات داخل العائلة من صعوبات مماثلة ، وهذا لا يعني أن هذه الحالات لا تتحسن أو لا تستفيد من التعليم المختص لتخطي الصعوبة الوراثية.
متغيرات بيئية :
قد تعود أسباب صعوبات التعلم إلى متغيرات بيئية ، كالأسرة من حيث وضعها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وهل هي ممتدة أو ضيقة ؟ وعدم وجود النماذج التي تحتذي ، أو نماذج التعلم الضرورية في مرحلة الطفولة المبكرة ، أو عدم استلام الطفل نماذج كمية ونوعية من الأنشطة اللغوية قد يسبب قصوراً تعلمياً ، والأساليب المستخدمة في عملية التنشئة كالأساليبب غير التربوية كالشدة ، والتفرقة ، والحماية الزائدة ، والرفض الصريح أو المستتر ، والتذبذب ، والإهمال وغيرها .
الأسباب الكيميائية الجوية :
هناك بعض السموم (مثل الكحول والمخدرات) التي تأخذها الأم الحامل، والتي تؤثر سلباً في نمو الجنين، وقد تسبب صعوبات أو اضطرابات أخرى.
أنواع صعوبات التعلم:
نتيجة للدراسات المتواصلة في المجالات التربوية والنفسية والعصبية فقد تم تصنيف أطفال صعوبات التعلم في صنفين أساسيين يندرج تحت كل صنف منها عدد معين من صعوبات التعلم والتي جاءت علي النحو التالي :
أولًا: صعوبات التعلم النمائية: والتي تركز على العمليات النفسية الأساسية التي يحتاجها الطفل عند التعلم، وتشمل:
- الانتباه: يعد من أكثر الصعوبات الواضحة إذ أنّهم لا يميّزون بين المثير الرئيس والثانوي، حيث يملّ الطفل من متابعة الانتباه لنفس المثير بعد وقت قصير جداً، وعادة لا يتجاوز أكثر من عدة دقائق، فهؤلاء الأولاد يبذلون القليل من الجهد في متابعة أي أمر، أو أنهم يميلون بشكل تلقائي للتوجه نحو مثيرات خارجية ممتعة بسهولة.
- الذاكرة :يوجد لدى كل فرد ثلاثة أقسام رئيسة للذاكرة، وهي الذاكرة القصيرة، والذاكرة العاملة، والذاكرة البعيدة، حيث تتفاعل تلك الأجزاء مع بعضها البعض لتخزين واستخراج المعلومات والمثيرات الخارجية عند الحاجة اليها.
الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلميّة، عادة، يفقدون القدرة على توظيف تلك الأقسام أو بعضها بالشكل المطلوبLevine and Reed) 1999; Lerner, 1993).
- الإدراك: صعوبات في إدراك المفاهيم الأساسية مثل: الشكل والاتجاهات والزمان والمكان، والمفاهيم المتجانسة والمتقاربة والأشكال الهندسية وأيام الأسبوع والخ...
- التفكير: يواجهون مشكلة في توظيف الاستراتيجيات الملائمة لحل المشاكل التعليمية المختلفة، فقد يقومون بتوظيف استراتيجيات بدائية وضعيفة لحل مسائل الحساب وفهم المقروء، وكذلك عند الحديث والتعبير الكتابي، ويعود جزء كبير من تلك الصعوبات إلى افتقار عمليات التنظيم لكي يتمكن الإنسان من اكتساب العديد من الخبرات والتجارب، فهو بحاجة إلى القيام بعملية تنظيم تلك الخبرات بطريقة ناجحة، تضمن له الحصول عليها واستخدامها عند الحاجة.
- اللغة: لدى البعض منهم صعوبات في النطق، أو في الصوت ومخارج الأصوات، أو في فهم اللغة المحكية حيث تعتبر الدسلكسيا (صعوبات شديدة في القراءة)، وظاهرة الديسغرافيا (صعوبات شديدة في الكتابة)، من مؤشرات الإعاقات اللغوية.
كما ويعد التأخر اللغوي عند الأطفال من ظواهر الصعوبات اللغوية.
علاج صعوبات التعلم:
بعد تشخيص التلميذ واعتباره من ذوي الصعوبات التعلمية يحول إلى التربية المختصة، فيضع له فريق عمل مختص برنامجاً تربوياً فردياً للوصول إلى أهداف فردية محددة لحالته وقبل البدء باعتماد طريقة أو برنامج تعليمي معين من الأفضل مراجعة النقاط التالية:
خصائص التلميذ (قدراته ، الصعوبات التي يعانيها ، طريقة اكتساب المعلومات،....)
خصائص المربي في الصف (أسلوب شرحه، وسائل الايضاح التي يستعملها ،......)
طبيعة الهدف (هدف ذهني ، تسلسل للأحداث ، تذكر للمعلومات،......)
طبيعة المواد الاكاديمية ( حساب ، قراءة ....)
لابد من تظافر الجهود بين مختلف المتدخلين في تربية الطفل من آباء و معلمين و أطباء نفسيين. و عمومًا، يمكن التخفيف من الآثار المحتملة لصعوبات التعلم من خلال تفعيل التوجيهات التالية:
1. تفهم الوالدين للمشكلة:
يجب على الآباء أن يتفهموا طبيعة مشاكل أبنائهم و أن يساعدوا المدرسة في بناء برنامج علاجي لهؤلاء الأبناء بعيدا عن التوترات النفسية.
2. التعاون بين المدرسة والعائلة:
تؤثر صعوبات التعلم على الحياة ككل، ولذلك يجب أن يكون البرنامج العلاجي شاملا لكل نواحي التعلم، و بتنسيق تام بين الأسرة و المدرسة.
برنامج الخطط التنظيمية : (MNEMONIC STRATEGIES):
وهي خطط تساعد التلميذ على تذكر الكلمات أو الأحرف أو الجمل من خلال ربطها بصور حسية ملموسة، أو رموز لافتة ، أو ربطها بعبارة معينة.
بما أن التلميذ ذا الصعوبات التعلمية لا يستطيع أن يكتشف وسيلة لاستيعاب درسه أو حفظه ، فهو يحتاج إلى استرتيجيات تعليم موثقة وعلمية تسلسل الأهداف بشكل دقيق تساعده على اكتساب المعلومات والتعبير عنها.
برنامج التدريب المباشر : (DIRECT INSTRUCTION)
قد يمر التلميذ بمراحل دقيقة تدريجية للوصول الى الهدف ،فهو يبدأ بتغيير هدف بسيط، وحين يتمكن من ذلك ينتقل إلى هدف أصعب، مثل تعليم التلميذ القواعد الأساسية للتهجئة، ويعتمد هذا البرنامج على أسلوب المكافأة لتشجيع التلميذ على الوصول إلى هدف معين.
برنامج الحواس المتعددة.
بعض البرامج السلوكية.
برامج التدريس من طريق الأقران.
البرنامج اللغوي الفونولوجي (الذي يركز على التمييز بين الأحرف والكلمات واستيعاب معاني الكلمات والجمل).
برامج تعدد الحواس في القراءة (الذي يركز على تحسس الولد الأحرف و الأرقام والرموز ليكتشف اتجاهها).